ma_premiere_vie Admin
Nombre de messages : 1491 Age : 39 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
| Sujet: Excuses Dim 10 Fév - 16:24 | |
| جميل أن يعتذر الإنسان عندما يحس أنه ارتكب خطأ ما كان ليرتكبه، و جميل أن يتقبل الآخر اعتذارك بصدر رحب ملؤه المودة الخالصة المعطرة بروح التفهم و الصبر، لكن الأجمل في اعتقادي هو أن لا يرتكب الخطأ من أساسه و أن نعيش في هناء و تفاهم طول الوقت و أن تعلو الابتسامة و جوهنا فلا نكشر أمام الآخرين أبدا و لا نحمل عليهم في صدورنا حقدا و لا بغضا و أن نظل كذلك طول العمر حتى نموت فلا نتخاصم و لا نختلف و لا يسيئ بعضنا لبعض أبدا. حلم جميل، لكنه لا و لن يتحقق. لن يتحقق لأنها سنة الحياة، لأنها القوانين الدنيوية التي تأطرنا و تأطر تصرفاتنا بطريقتها. فنحن و إن اعتقدنا أننا لا نختلف أبدا، فنحن مختلفون. مختلفون لأن ثقافتنا و فهمنا و طريقة تفاعلنا مع أحداث يومنا و طريقة تفهمنا للغير و درجة وعينا و سماحة قلوبنا و رباطة جأشنا و اعتقاداتنا الشخصية و شخصياتنا، كلها عوامل تؤثر على علاقاتنا فنجد أنفسنا و في أكثر الأوقات مختلفين مع أشد الناس قربا لنا، مع من نحبهم من غير مقابل، مع من نكن لهم المودة و الاحترام، مع من لم نجد منهم إلا كل الخير و التقدير، مع من سامحونا و يسامحوننا و يقنعون أنفسهم قصرا بأعذارنا كي لا يحزنوننا. نجد أنفسنا مختلفين مع كل هؤلاء لأن الاختلاف طبيعة بشرية لا علاقة لها بما يجمعنا، و إن كان حبا، مع بعضنا البعض
ربما ابتعدت كثيرا عن الخاطر الذي جعلني أكتب هته الكلمات، لكنني، و في الأيام الأخيرة تفاجأت فعلا حين اكتشفت صدفة أن الاختلاف قد يصل إلى درجة الظلم، و الظلم قد يتحول إلى جرح يصعب شفاؤه. يحصل ذلك عندما يخرج الاختلاف عن آدابه و عندما يستسلم الواحد منا إلى فجاجة طبعه و هشاشة حلمه. حينها اختلافك مع الآخر قد يعدو تطاولا على حقه في أن يسمع منك كلاما طيبا غير جارح، قد يتحول إلى مساس بكرامته العزيزة، قد يصير شرخا غائرا في جدار نخوته التي يتنفسها
فاعتذاري إلى من جرحته باعتذاري... فو الله ما الجرح أردت حين اتخذت قراري | |
|