Perdre du temps

أسبوع آخر يمر مودعا شاهدا على فترة من الفترات الحرجة في حياتي. أسبوع لم أعرف خلاله ماذا حصل، و كأن الدقائق فقدت بركتها أو ربما أنا من فقد الإحساس بالوقت و أهميته. في طريقي من الرباط إلى سلا هذا المساء، و كعادتي حين أدخل في حوار مع نفسي متناسيا وجود الآخرين حولي، فكرت مليا فيما يمكن أن أكتبه في هذه الساحة من المنتدى و أنا الذي أحمل في صدري قناطيرا من الكلمات. و لأني اعتدت في كتابة مذكراتي أن أتوخى نوعا من الصراحة النسبية، أو الصراحة الذكية كما يحلو لي أن أسميها، فقد اخترت من الخواطر ما قد يريحني، خصوصا و أني أعتقد أنها خواطر يمكن أن نتشاركها و نحن الشباب في زهرة العمر

إحساسي بالوقت الضائع من حياتي و ندمي اليومي عليه الذي أعبر عنه بصمتي و أحيانا ببعض الكلمات المنتفضة من فمي في لحظات الغضب، أعلم جيدا سببه، بل إني أعلم ما يجب فعله كي أستفيد، و كما يجب، من دقائقي النفيسة المتبقية. فخلال السنين الماضية من عمري طورت تقنية جديدة في محاربة ضياع الوقت قد أستحق عليها براءة اختراع، إنها محاربة ضياع الوقت بتضييع الوقت. تقنية قد أفكر في تعميمها و نشرها بين زملائي في المهنة، عفوا، أقصد زملائي في السلوك.

في أشد اللحظات صعوبة و مسؤولية و في وقت لا ينفع فيه التراخي، تراني متمددا أمام شاشة التلفاز أتابع مسلسلي المفضل "باب الحارة" و أقلب المحطات بحثا عن ما يروقني من البرامج ذات البعد الميتافيزيقي (الترجمة أحتفظ بها لنفسي).

المشكلة الحقيقية ليست في متابعة مسلسل سوري من الزمن الجميل يذكرك بأخلاق و صفات إنسانية منقرضة كالرجولة و الحياء و احترام الزوجة لزوجها و روح الجيرة الدافئة و بقايا العائلة المتماسكة، و إنما المشكل كل المشكل في أن أرتب وقتي و أن أحرص على متابعة الحلقة الليلية و أنا المضيع لحلقاتي الصباحية و المسائية من الدراسة و تحصيل العلم و وواجبتي الخاصة. هنا يتجلى المشكل و هنا يتجلى تضييع الوقت

طرق أخرى أضيع بها الوقت، عندما أفشل في ترتيب أولوياتي. عندما أفضل السهر إلى ساعات متأخرة من الليل، مدعيا تحري الصمت الليلي في حينا من أجل المراجعة، ثم النهوض لوقت متأخر صباحا بعينين منتفختين من سوء النوم. عندما آخذ وقتي الكامل في ترتيب ما تبعثر من أفكاري آخر اليوم فأسبح بخيالي حالما راسما مستقبلا زهري اللون و أتناسى بسذاجة أن الأحلام لا معنى لها من غير عمل. عندما أترك تقريرا يجب أن أبعثه عاجلا لأستاذتي في تقنيات التواصل و أتراخى عن الكتابة إلى أستاذي كي يساعدني في أمر يهمني و أفضل أن أتحدث هنا عن تضييع الوقت

Nombre de messages : 757 Date d'inscription : 08/10/2006

السلام عليكم
أقول لك أخي أن حديثك هنا عن تضييع الوقت ربما أنه ليس تضييعا للوقت، سبحان الله عزفت على الوتر الحساس كما يقال، فالحال من بعضه للأ سف، أنا أيضا ولا فخر لا أقل عنك مهنية في تضييع الوقت شأني شأن باقي زملاء المهنة مع الأسف فرغم أنني لا أتوقف عن مخاطبة نفسي ومحاسبتها عن قتل الوقت في أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع ،لكن لطالما بقي الحال على ماهو عليه، والكارثة قد أجدني في بعض الأحيان أحصي الأعمال الغير مهمة التي سأقوم ،بها لتضييع الوقت حتى يمر بسرعة ليحين موعد بث مسلسل قد أكون تابعته أكثر من مرة وهذا من باب تضييع الوقت وحجتي في ذلك أنه يذكرني بالطفولة، كما أنني قد أضيع الوقت دون انجاز الأشياء التي قد تكون مهمة أو قد أؤخرها لأنجزها في وقت ضيق لا يسعف للاستفادة منها، وعندما أكتشف ذلك أسأل نفسي هل ما أقوم به هو فعلا بهدف جلب المنفعة، أم هوفقط من باب الاثبات لذاتي أنني ملتزمة بما أنوي فعله،
نحن نعيش بأسلوب نعاني منه ونرفضه لكن لا نغيره
مع الأسف

» la culture du "temps"