Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: ma première vie (Juin 2009) Lun 1 Juin - 17:04
الاثنين 1 يونيو 2009
إلى كل الأخلاق الجميلة التي قبلت مشكورة صداقتي. إلى براءتي القديمة و كلماتي التي كتبتها و نسيتها حتى شاخت في تلك الأوراق المبعثرة في غرفة بيتنا العلوية. إلى الأيام الخوالي و صدقها. إلى طفولتي البسيطة الطيبة الشقية. إلى مشاعري العذراء الخجولة. إلى صوتي الذي تعبت أجمله عندما كنت أقرأ القرآن. إلى الركعات الاثنتي عشر. إلى تلك الغرفة "الزرقاء" ببيت جدتي العتيق. إلى ظلمة الليل و جلستي تحت السقف الزجاجي. إلى تلك السجادة التي طارت عنها البوصلة السعودية. إلى جدتي الطيبة التي ربتني و جدتي الطيبة التي علمتني الحب قبل أن ترحل صيف السنة الماضية. إلى أفراد عائلتي الذين أحاطوني برعايتهم و زرعوا بذور الحنان و الأمان في دمي. إلى أمي "ست الحبايب" و أبي الإنسان المسالم الفنان. إلى المدينة العتيقة و أحيائها الضيقة المظلمة. إلى أسوارها المتعالية البرتقالية. إلى باب الخميس و باب شالة و باب المريسة و باب الملاح و باب بوحاجة و باب الأحد. إلى باب شعفة حيث اكتشفت نفسي و ابتدأ عندي عمر آخر. إلى ضفتي الرقراق و قنطرة الحسن الثاني حيث ترعرعت شخصيتي و تتالت سنون حياتي بين ذهاب و إياب. إلى الإمام مالك و أصدقاء الإمام مالك و دموع الإمام مالك و ابتسامة الإمام مالك. إلى مقبرة المدينة التي أمر من جانبها كل صباح فأشم ريح المسك. إلى شاطئ المدينة الذي قضيت فيه قديما ساعات في انتظار المساء. إلى كل البرامج التلفزيونية التي كنت أحبها. إلى إقرأ و الرسالة و الناس. إلى عمرو خالد و محمد هداية و الحبيب عمر عبد الكافي. إلى تلك الجمل التي كنت أرسمها عند دخولي من الثانوية و أقوم صباحا أطل عليها أرى إن كانت قد أينعت. إلى دار القرءان و كتيب الأصول الثلاثة. إلى أولى سور القرءان التي حفظتها. إلى سورة الكهف. إلى مسجد "مولينا" و سجاداته و منبره حيث كان يخطب خالي عبد العزيز كل جمعة. إلى المسجد الأعظم و صومعة المسجد الأعظم و رهبة المسجد الأعظم. إلى كل النصائح التي استثمرها في كل الناس الطيبين. إلى الدعوة إلى الله. إلى شهر رمضان و تراويحه و قيامه و نفحاته و فتوحاته. إلى أصدقائي الذين أصبحت إنسانا آخر بصحبتهم. إلى كل من رسم على وجهي ابتسامة أمل و محا عنه آثار الهوان. إلى من أحبني فطرة و من أحبني تكلفا و من أحبني مجاملة و من أحبني جهلا و من أحبني خطأ. إلى كل الناس الذين أعرفهم و لا يعرفونني و كل الذكريات التي أذكرها و لا تذكرني. إلى بنات أفكاري، العفيفات منها و الشريرات. إلى كل القيم السامية الدافئة التي فتحت عيني عليها... أقدم لكم جميعا وثيقة اعتذاري. متأسف جدا، خذلتكم... لم أستطع أن أكون أنسا الذي حاولتم صناعته
ma_premiere_vie Admin
Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Lun 15 Juin - 14:52
الاثنين 15 يونيو 2009
لم أستطع البارحة أن أكتب حرفا مما كان مقررا عندي كتابته. دخلت هذه الصفحة و رميت بالجملتين الأولتين ثم عدت لأشطبهما. البارحة كان عيد ميلادي، أو ذكرى ميلادي حتى أكون أصوليا دقيقا. البارحة بلغت خمسا و عشرين سنة على سن و رمح. و كم انتظرت يا أخي هذه السنين الخمسة و العشرين. بلغتها أخيرا البارحة. و فزعت عندما أيقنت أني بلغتها. منذ سنوات طفولتي الأولى و بداية سنوات النضج و تكون الوعي كنت كلما أحسست أن العمر يمر بي و أن السنوات تجري بي إلى حيث جرت بمن قبلي، كنت أهون على نفسي و أقول لها "لا تقلقي يا نفس، لم يبلغ العمر عندك خمسا و عشرين سنة بعد. لازال لديك بعض الوقت كي تتجملي و تشاهدي الضوء الشارد و الحقيقة و السراب و باب الحارة و تنامي بعد الظهر. لازال الوقت أمامك كي تحلمي و تتخيلي و تمثلي و تتصوري و ترقصي و تتمختري على نغمات يا حيلوة يا زينة". كنت أقول لها "لازال الوقت أمامك طويلا، مادمت لم تبلغي خمسا و عشرين سنة، كي "تتكسلي" على "الوحدة و النصف" و "تتفوهي" على خاطر خاطرك حين تستيقظين بعد العاشرة و النصف. لازال الوقت مناسبا، مادمت صغيرة لم تبلغي خمسا و عشرين سنة، لكي تدخلي الحمام و تغنين "زيديني عشقا زيديني يا أحلى نوبات جنوني" متحدية نزار و كاظم و طبقات الصوت و مقامات الغناء و رهافة الحس". كنت أستطيع أن أفعل ذلك بحجة أني لم أبلغ بعد خمسا و عشرين سنة. أما الآن فالأمر قد تغير. لحسن الحظ أو لسوئه الأمر تغير و بلغت خمسا و عشرين سنة و عدت لبيتي مساء كي أفتحه بنفس المفاتيح التي اعتدت أن أفتح الباب بها فتعسر الأمر علي. لم يرد الباب أن يفتح. قلت له "افتح يا سمسم"، فرد علي متهكما "افتح يا سمسم" قلها لذاك المخ عندك الذي لا يريد أن يفهم بعد أنك أصبحت مسؤولا عن أقوالك و أفعالك و قراراتك. لم تعد ذاك الطفل الذي يجب أن تقول له أمه "حك سنانك" كل ليلة قبل النوم، فتنام رغم ذلك قبل أن "تحكها" لتعود أمك في الليلة الموالية لتعاتبك قائلة "سنانو هوما عديانو". اليوم أسنانك لم تعد عدوة لك. أنت تغسلها في اليوم أكثر من مرة كلما تذكرت. أما بعد أن بلغت خمسا و عشرين سنة فيجب أن تغسلها خمسا و عشرين مرة في اليوم، الأمر يستحق يا بني...
يتبع...
ma_premiere_vie Admin
Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Mar 16 Juin - 6:59
الثلاثاء 16 يونيو 2009
أردت أن ألخص سنين عمري الخمسة و العشرين فتعذر علي ذلك. صعب جدا أن تلخص كل تلك الأيام و السنين و الساعات، أن تلخص تلك الذكريات السعيدة و الحزينة، أن تختصر كل تلك المشاعر و الأحاسيس في خاطرة أو اثنتين أو مئتين أو ثلاثة آلاف. لا يمكن أن أتحدث عن طفولتي. هي فقط التي تستطيع أن تتحدث عني. البارحة عندما حاولت وجدتني أتحدث عن محنة أمي اليومية معي كي أغسل أسناني بالفرشة و المعجون الخاص. هكذا، و بدون سبب تذكرت هذه القصة القديمة الجديدة. تذكرت أيضا عندما كانت أمي تعاتبني كلما لاحظت أن نقط دراستي في أفول. كانت لديها طرق عديدة لكي تفعل ذلك. و لأن تخصص أمي في الضرب كان يوازي تخصصها في الحنان، فقد كان لابد أن تلجأ إلى طرق أخرى، غير الضرب، كي تستنهض همتي من حين لآخر في محاولة للتغيير. لن أنسى أبدا عندما كانت تقول لي "شوف سيادك، سيدك أمين المحفوظي و لالك زينب بوعبيد شحال جابو...". لازلت أذكر الأسماء و أذكر اللحظة و أذكر الإحساس. عجيب. أذكر أيضا صوت المذياع على الساعة السابعة إلا ربع عندما كان يعلن عن انطلاق يوم جديد و يخبرني بكل وقاحة أن وقت النوم قد انتهى و حان وقت البرد و الحافلة و الإعراب. أتذكر كل معلماتي، حبيباتي و مرهباتي. أتذكر تلك الدعوة التي طالما رددتها بإخلاص "ياربي ماتجيش، ياربي ما تجيش...". الكلام هنا عن المعلمة التي تتمنى لها بكل براءة كل الشرور التي في العالم حتى لا تأتي لتفسد عليك اللحظة. و سبحان الله، هي نفس الدعوة التي كررتها و زملائي بمواظبة على مدى سنين عمرنا الدراسي. حتى مؤخرا في الماستر و قد بلغنا سن النضج و معنا المتزوج و المتزوجة و الأب و الأم، كنا نلتف في كل مرة يتأخر فيها أستاذ من أساتذتنا و نردد نفس الدعوة، بإخلاص دائما، "يا ربي ما يجيش". الكلام هنا بعد أن كان عن معلمة النحو فاطمة الزهراء أصبح عن مستشار الوزير الأول "الكراوي". لكن، لا يهم المنصب و المركز في ذاكرتنا الطفولية. بل حتى عندما اشتغلت، لازلت الدعوة هي هي : "ياربي ما تجيش...". و بطبيعة الحال بما أن الأمر يتعلق هنا بمديرتك في الشغل و ليس بمعلمة أو أستاذ، فالدعوة يجب أن تكتمل "ياربي ما تجيش شي خمس شهور و لا ياربي ما تجيش فخطرة".
ماذا أتذكر أيضا من طفولتي ؟ أتذكر الجمال و طيب الورد و تراب ملعب كرة القدم و النقط الحسنة و دموع "الحكرة" و لوحات الشرف... كل ذلك قبل أن أبلغ خمسا و عشرين سنة.
يتبع
ma_premiere_vie Admin
Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Lun 22 Juin - 12:27
الاثنين 22 يونيو 2009-
أزمة الكتابة لازالت مستمرة عندي. أشياء جميلة عديدة تحصل لي في اليوم و الليلة و أتقاعس عن تدوينها، عن توثيقها، عن تغطيتها من البرد و حمايتها من عوامل التعرية. الأشياء السيئة مستمرة أيضا لكني بدأت أشفق منها على نفسي و على القلة القليلة من الناس الذين يدخلون ليطلعوا على خواطري المبعثرة. ما ذنبهم كي يقرؤوا كلاما داكنا و تصلهم رسائل ضبابية تبعث على الملل. العجيب أن الكلام البني الداكن الذي مافتئت أكتبه في الأيام القليلة الماضية لا يعبر بالضرورة عن حالي المطمئنة غالبا بقدر ما يعبر عن حالي في الدقيقة و الثانية التي أقرر فيها الكتابة. أحيانا أدخل المنتدى بحيوية كبرى أريد أن أتحدث عن موضوعي المفضل، أريد أن أعبر على هذه الصفحات الالكترونية البنفسجية. أريد أن أنقل لكل الناس الذين يحبونني بلا سبب و أحبهم لمليون سبب، بعض الأصوات التي أسمعها بداخلي و أتمنى أن يسمعوها معي. أصوات جميلة عذبة مطربة. أدخل من أجل كل هذا فأجدني أكتب كلاما حزينا. أتذكر هنا تلك الجملة التي سمعتها لعشرات المرات من صديقي أحمد حلمي و أتحين الفرصة في كل مرة يعاد فيها عرض فيلم "ظرف طارق" كي أسمعها و أضحك مرة أخرى. عندما قال و هو يمثل دور المهندس "أنا مرة كنت برسم تصميم لكوبري. لما انتهيت لقتني راسم وجه واحد صحبي". ذاك تماما ما يقع لي هذه الأيام و الذي جعلني أبتعد رغم حاجتي للكتابة. أدخل كي أرسم تصميما مبدعا فأجدني أرسم وجه أحد أصدقائي المفروضين علي غصبا. صديق كنت أبغضه و لازلت. صديق لا أحب أن أتحدث عنه أمام الناس و حاولت مرارا أن أنفي وجوده فلم أستطع. صديق يبدو أنه استحلى الجلسة في فسحة بيتنا هذه الأيام بعد أن كان لا يجرؤ على المرور بجانب الباب. صديق أكرهه و لا أشتهي وصله و إنني أحب كرهي له. صديق اسمه الحزن الدفين...
ma_premiere_vie Admin
Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Mar 23 Juin - 12:30
الثلاثاء 23 يونيو 2009
سبحان الله العظيم. ما تمشي غير فين ما مشاك الله. هكذا قلت مع نفسي أول أمس حين يسر لي ربي موعظة لم أكن أنتظرها. بعد أن كان مقررا أن أتابع إلى النهاية مباراة مصر مع أمريكا التي انتهت نهاية غير سعيدة، وجدتني منخرطا في رياضة من نوع آخر. رياضة الإنصات بتمعن لتك الكلمات الصادقة جدا، النقية جدا، المعبرة جدا. لا أدري إن كنت ارتحت أم أن حيرتي تحولت فحسب و أصبح لها طعم آخر، لكني كنت سعيدا بحالة الصدق التي انتابتني و التي وجدت نفسي منخرطا فيها دون أن أستعد سالفا. فالصدق أصلا لا يستعد له. الصدق يجب أن تتوضأ و تنخرط فيه مباشرة دون أن تحمل كل تلك الهموم التي اعتدت حملها. الصدق جعل أساسا لتتخفف من تلك الهموم. و هكذا وجدتني أمام شخص تتقاطر من فيه كل أنواع الحكمة و الكلام الرزين. أمام عزيمة و تخطيط و سكينة و اطمئنان. كل الأمور التي تنقصني وجدتها هناك. في ذاك الفضاء اللامنتهي. نعمة من الله أن يكون هناك أناس من هذه الطينة، بهذه القيمة، بهذا القدر العالي من بعد النظر. أن يكون هناك أشخاص جعلوا للأدب بعدا آخر، جعلوا للالتزام جمالا آخر، جعلوا للدنيا طعما آخر. استقبلت كل تلك الرسائل الباردة على القلب. حاولت أن أضعها في مكان بعيد في الوجدان، مكان لا أخصصه إلا للرسائل العزيزة من هذا النوع. اكتشفت أني أنا الذي يجب أن أختار و ليس كما كذبت على نفسي قبل أشهر و قلت أنا أنتظر من يختار. هكذا، و بكل حسن و ذكاء و حياء وصلتني الرسالة. شكرا جزيلا
ma_premiere_vie Admin
Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Mer 24 Juin - 12:33
الأربعاء 24 يونيو 2009
منذ أيام و أنا تنتابني رغبة ملحة في أن أهمس في أذن كل أخت من أخواتي المحجبات قائلا : "تبارك الله عليكم و ربي معاكم". في خضم موجة الحر هاته التي كره فيها الواحد منا ملابسه و جلده أحيانا، تراهن يرتدين حجابهن الشرعي العفيف مستجيبات لأمر الله متحديات هذا الحر الشديد و مخالفات لكل تلك النماذج من الفتيات اللواتي يتنافسن مع الرجال في حدود عورتهم. هنا في أكدال، الأمر أشبه بقرية "الطبيعيين" التي نسمع عنها في البلدان الاسكندينافية حين يفقد البشر هناك قدرتهم على الاختلاف عن الحيوانات فيخرجون إلى الشارع كما ولدتهم أمهاتهم. هنا، لا يخرجن كما ولدتهن أمهاتهن، هن خجولات جدا، يتذكرن لثوان قليلة قبل خروجهن أن عليهن وضع قطعة ثوب ما في مكان ما يحددنه عبطيا متبعات نظرية الاحتمالات التي درسناها قديما في الثانوية، بحيث إن غطت الواحدة منهن جزءا من جسدها تركت الجزء الآخر للريح. أريد فقط أن أفهم كيف تفكر هذه الفتاة قبل أن تخرج للشارع. عندما تستيقظ صباحا و تغسل وجهها و عينيها من العمش و تضع الكريم المرطب للبشرة و تدخل يدها في خزانة ملابسها الملونة و تخرج تلك "المصائب الكحلة" و ترتديها بعناية قصوى و ترى نفسها في المرآة و تقول "ويتك ويتك" و تضع بعضا من عطرها الذي يشم على بعد عشرات الأميال ثم تخرج. أي سؤال تطرحه على نفسها. أريد فقط أن أعرف "شنو بغات عندنا". لماذا كل هذا الكره الدفين لجنس الذكور. لماذا يصرن أن يفسدن علينا هناءنا الروحي. أ يستمتعن هكذا ؟ ربما يستمتعن. لكنهن يستمتعن رغما على فطرتهن، على طبيعتهن. ترى الفتاة المسكينة و هي تصارع البرد الذي يطير عنها تنورتها و تخجل و تعرق و تجف و هي في حالة يرثى لها. ترى صديقتها التي ارتدت أشياء أخرى لا تعلم لها اسما و قد أجلسها الحظ السيء إلى جانبك في سيارة الأجرة و هي تتعب تغطي ما يمكنها تغطيته خجلا منك دون جدوى. و هي فعلا صادقة في خجلها و حرجها. فطرتها تغلبت على تطبعها لكنها لازالت تستخسر على نفسها الراحة. هي لا تريد أن ترتاح و تريح معها كل هؤلاء الشباب المساكين. أي نعم هي فرصة مواتية جدا لعبادة غض البصر، فرصة للراغبين في أن يتركوا شيئا لله مقابل أشياء يبدلهم الله يقينا بها، لكن الأمر ليس متاحا لكل الناس، و المغبون بطبيعة الحال من استسلم. المصيبة في كل هذا هو درجة التحدي التي يتمتعن بها هؤلاء الفتيات. مصرات مصرات. المصيبة الأخرى أن هناك بعض الملابس المحسوبة على الملابس التي قد تخجل الفتاة العفيفة الحيية أن تتجول بها في بيت زوجها عفة و حياء، و قد خرجن بها هؤلاء الأخوات إلى الشارع. زعما سياسة الترهيب صافي. الله يسترنا
issam
Nombre de messages : 132 Age : 38 Date d'inscription : 10/05/2007
Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Jeu 25 Juin - 12:25
الخميس 25 يونيو 2009
اليوم هو الثاني من رجب الخير لسنة 1430 هجرية. هل علينا شهر رجب البارحة الأربعاء. شهر جميل خجول خفيف على القلب و الوجدان. جاء يزف إلينا خبر اقتراب وصول شهر رمضان. لا شيء تغير. كل الأمور ظلت على ما هي عليه، غير أن هناك نسمة فاح عبيرها في صدري البارحة عندما انتظرت دوري بعيد صلاة المغرب لآخذ بطاقة توقيت الصلاة و قد عادت هذه المرة بحلتها القديمة الجديدة. حلة خضراء ربيعية أتذكرها من سنة لسنة. إنها حلة شهر رجب بالحديث النبوي الشريف المكتوب على ظهرها و الذي يذكرنا بفضل هذا الشهر و بركته و وجوب استغلاله استعدادا لشهر العتق من النار. ذكرياتي مع هذا الشهر سعيدة حزينة. أذكر أيام الالتزام الأولى عندما كانت الهمة عالية و السريرة صافية بريئة و أذكر ذاك الدعاء الدافئ "اللهم بارك لي في رجب و شعبان و بلغني رمضان". أذكر أيضا أيام الأفول، و إن لم أكن في حاجة لتذكرها، عندما اكتشفت حقيقة هذه النفس المريضة ورأيتني مكبلا تكبيلا بسلاسل الهوى و الدنيا و ما جاورها. لكن، لا يهم، نحن نحيى و نموت و نتنفس رجاء. و ها هي فرصة أخرى، ها هو رجب آخر و قد عاد. ها هي بطائق الانخراط في نادي الاستعداد لرمضان توزع من جديد. أنت لم تنخرط السنة الماضية و التي قبلها و التي قبلها... كن صادقا و حاول أن تنخرط من جديد. لازال هناك مكان فارغ أراه من بعيد
ma_premiere_vie Admin
Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Ven 26 Juin - 13:11
الجمعة 26 يونيو 2009
الساعة تشير إلى التاسعة إلا ربع. دخلت متأخرا إلى المكتب بربع ساعة. فيصل سبقني كعادته و ألقى التحية على المكتب و فتح الشبابيك و جعل لأشعة الشمس طريقا. كنت قد تركته البارحة و هو متعب منهك يشكو من ألم في إحدى كليتيه المريضة. في الساعة التي دخلت فيها المكتب كان على نفس الحال. لم ينتبه للقميص الجديد الذي ذهبت به لأول مرة. لم يقل لي كعادته "أبليت و أخلفت". لازال يشكو من ألمه و زاد على الألم أرقا و صفرة بادية على محياه. قام فجأة إلى المطبخ ليحضر بعضا من الماء و السكر عساه يزيل به شيئا من وهنه. لازلت أستأنس بحاسوبي و ملفاته عندما سمعت شيئا سقط على الأرض. كان فيصل قد وقع مغشيا عليه."عتق أ أنس". هكذا نادتني فاطمة، السيدة المكلفة بالنظافة داخل المكتب. هرعت إلى صديقي محاولا تعديل جلسته و إيقاظه. و لأني جاهل بمرتبة الشرف في شؤون الإسعافات الأولية أقصى ما أمكنني فعله في تلك اللحظة هو أن أضربه على خديه و أقول له "مالك أ فيصل". كان فيصل آنذاك يستعيد وعيه شيئا فشيئا. كأس الماء بالسكر الذي ذهب من أجل تحضيره لم يشربه بعد. أسقيناه له بحذر. حاولت أن أحمله لأجلسه على أقرب كرسي فاكتشفت أول مرة أن فيصل "تقيل مع راسو". أو أني أنا الذي "خاوي مع راسي". بدأ فيصل يتكلم و يزيد في شكواه. عرفنا أنه لم يتناول وجبة إفطاره بعد. إنه في حاجة للسكريات إذن. هكذا أصبحت طبيبا و فكرت. في تلك اللحظة أقرب شيء إلى الذهن كان "ميرندينا" و "رايبي". حاولت أن أساعده كي يجعل لهما طريقا إلى معدته الفارغة فلمحني بنظرة باسمة و قال "أنا سخفان و جايب لي مريندينا و رايبي". علمت حينها أنه استعاد شيئا من وعيه. الألم لازال شديدا في جنبه الأيسر. إنها كليته المريضة مرضا مزمنا. لم ينفع مع الألم دواؤه الذي لا يفارقه. كان علينا أن نتجه فورا صوب المستعجلات في مستشفى ابن سينا.
و رافقت صديقي في سيارة الأجرة بعد أن أوصيته قبل أن نخرج من الباب أن يتماسك و يؤجل إغماءته المقبلة إلى المستشفى. كان هذا شرطي كي أرافقه و إلا فإني سأضطر لأن أشممه نصف "بصلة" إن حدث و سقط مني في الشارع. كنت أحاول أن أقيس مدى تجاوبه معي. وصلنا المستشفى "الزينة". يقولون عنها مستعجلات و يجب علينا أن نكون لطفاء و نصدقهم. أدينا الواجب و دخلنا عند الطبيبة الشابة التي لم تتجاوز سنتها الرابعة في الكلية على ما أعتقد. لازالت متدربة و كتب لنا و لها أن نتدرب في بعضنا البعض هذا الصباح. أسئلة الأطبة المعتادة و أجوبة المريض المعتادة و سماعة الصدر المعتادة و أداة قياس الضغط المعتادة و أمنيتي كلما رأيت طبيبا شابا المعتادة و رسائل الله التي تصلني في تلك المواقف المعتادة و أسئلتي التي أطرحها على نفسي عندما أقول "هل يا ترى إن سقطت أو سقط أحد أفراد عائلتي مريضا، هل سنأتي إلى هنا ؟"، كانت أيضا معتادة. في الوقت الذي دخل فيه فيصل وراء الستار ليتمدد على السرير الطبي، كنت أنا واقفا إلى جانب الطبيب الإفريقي زميل طبيبتنا الشابة عندما دخلت امرأة بادية على جسدها آثار الضرب.عندما سألها الطبيب "ما بك"، أجابت بملامح منهكة و صوت أضناه الألم "ضربني راجلي". يا سلام، ضربها زوجها. لازلنا في عصر يضرب فيه الزوج زوجته و يرسلها لمستعجلات ابن سينا. هكذا بكل بساطة، "ضربني راجلي".
ma_premiere_vie Admin
Nombre de messages : 1491 Age : 40 Localisation : Salé Date d'inscription : 05/10/2006
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Ven 26 Juin - 13:11
كانت الطبيبة آنذاك تنصح فيصل بإجراء تخطيط للقلب و تحليل للدم. على أساس أنه برجوازي جاء مصطافا إلى شواطئ السعيدية و أحس بإرهاق فاتصل بطبيبه الخاص الذي سينصحه "باش يتهنى منو" ببعض التحاليل على سبيل الاطمئنان. فيصل المسكين الذي كان في أمس الحاجة إلى حقنة تخفف عنه الأم و تعيد إليه وعيه وجد نفسه أمام ساعات أربع أو خمس ينتظر فيها نتائج التحاليل في مستشفى يمكنك أن تتمنى فيه كل شيء إلا أن "يحاشيها" لك أحدهم و يسألك ما بك. و كما توقعنا. لم يأبه لحالنا أحد. الكل مشغول، المشغول و غير المشغول. دخلنا أحد الأجنحة التي يتوجب علينا فيها الانتظار فإذا بنا ندخل حادثة سير و ليس جناحا. أناس متمددون هنا و هناك، ألم و مرض و أطبة متدربون حائرون و أغطية مبللة بالدماء. لم يسألنا أحد من أين نحن و لما نحن هناك. الشخص الوحيد الذي سألنا و أعطانا وقتا هو ذاك الماجور، على ما أعتقد، الذي جاء ينصحنا قائلا إياكم و التحاليل و ضياع المال. هؤلاء الأطبة متدربون فقط و لا يفهمون شيئا. أكبر واحد منهم لم يتجاوز السنتين في كلية الطب. ثم إنك (في كلام موجه لفيصل) صحيح و الحمد لله لا حاجة لك بالتحاليل. إن أردت، أنا أعطيك حقنة تهون عليك الألم. أحسست بقبضة فيصل تشد على يدي، يشير إلي بالخروج. السيد المحترم كان يفهمنا بطريقة غير مباشرة أن بعض المال الذي سننفقه في التحاليل هو أولى به.
و لأننا في بلد يجب أن يكون لك فيه ظهر، حتى إن كان هذا الظهر أقصر منك، خرجنا ليتصل فيصل بإحدى الممرضات، صديقة للعائلة، كانت قد ساعدته في مرة سابقة. جلسنا في فسحة الانتظار ننتظر قدومها و نرى كل تلك الأفواج من المعطوبين و المرضى الذين أتى بهم القدر إلى هناك. بعد وقت قليل طلب مني فيصل أن أذهب لأنه أحس بتحسن. تركته بعد أن تأكدت أنه استعاد وعيه، و خرجت أبحث عن طريقي بين دهاليز المستشفى. مرض جدتي الصيف الماضي جعلني خبيرا في المداخل و المخارج. أحسست بشعور غريب. كل ذكريات شهر يونيو المنصرم عادت و تراكمت أمامي. رغم كل ما حصل لنا هذا الصباح لم أحس أني غريب هناك. المستشفى أحسستها قريبة مني. شممت فيها عطر جدتي و رأيت نقابها التقليدي الأبيض مرسوما على الجدران
Dernière édition par ma_premiere_vie le Sam 27 Juin - 1:42, édité 1 fois
Miraflores
Nombre de messages : 95 Localisation : Quelque part dans le monde Date d'inscription : 04/12/2007
Sujet: Re: ma première vie (Juin 2009) Ven 26 Juin - 15:02
ما أجمل أن يحس المرء بنقاء كلمات تنبع من قلب لا ينس نبضه الأحبة،شافاك الله و عافاك يا فيصل