حتجاجا على قرار ترحيله من فرنسا انتحار مغربي في مركز للشرطة ببوردو
07:50 | 14.06.2007 الدارالبيضاء : عبدالهادي مزراري | المغربية
عثر على شاب مغربي يدعى مولاي محمد أيت براهيم مشنوقا في قاعة للاستحمام، أول أمس الثلاثاء، بعدما كان محتجزا في"المركز الإداري" الواقع أسفل بناية المخفر المركزي لشرطة بوردو.
وأكد ميشيل شانطو، الناشط الجمعوي الفرنسي، في اتصال مع "المغربية"، أن الشاب محمد (من مواليد 3 مارس 1980)، عثر عليه حوالي الخامسة مساء الثلاثاء مشنوقا بـ "فوطة"، داخل حمام المخفر، حيث تحتجز الشرطة الفرنسية عددا من المهاجرين، الذين لا يتوفرون على أوراق رسمية للإقامة .
وأضاف شانطو، استنادا إلى مكالمة هاتفية توصل بها من أحد المحتجزين، يخبره بوفاة محمد، أن هذا الأخير قرر وضع حد لحياته، بعد لقاء يائس جمعه في اليوم ذاته بمسؤول من القنصلية المغربية، مرجحا أن يكون سبب الانتحار القرار الصادر بطرده خارج التراب الفرنسي، وإرجاعه إلى المغرب.
وأوضح المصدر ذاته، أن السلطات الفرنسية أوقفت الشاب المغربي في 30 ماي المنصرم بمدينة بوردو، وقررت اعتقاله بتهمة دخول التراب الفرنسي بدون أوراق رسمية تسمح له بذلك.
وكان محمد بعد إيقافه في فرنسا يحلم بإبعاده إلى إسبانيا، وليس ترحيله إلى المغرب
وحسب معلومات تناقلتها وكالات الأنباء، فإن فرقة للشرطة الجنائية الفرنسية، فتحت تحقيقا، أمس الأربعاء، حول وفاة الشاب المغربي.
ويشير التقرير الطبي، بعد تشريح الجثة، ألا وجود لأي آثار للضرب أو التسمم، مما يعزز فرضية الانتحار.
ولا يتوفر محمد في فرنسا على أقرباء أو أي فرد من عائلته.
وقالت المصادر إن نزلاء مركز الاحتجاز في بوردو وقفوا دقيقة صمت ترحما على الشاب المغربي، فيما تنتظر عائلته في المغرب وصول جثمانه بعد استكمال إجراءات التحقيق.
يشار إلى أن ميشال شانطو، الجمعوي الناشط بالقسم الاجتماعي للكنيسة الأرتودوكسية "سانت جوسيف" ببوردو، جند نفسه منذ فبراير 2006 من أجل التصدي لقرار شرس وضعه ساركوزي لـ "تشطيب" المهاجرين الذين لا يتوفرون على أوراق رسمية للإقامة في فرنسا.
وتزامت وفاة الشاب المغربي في مركز الاحتجاز في بوردو مع عرض مشروع قانون جديد يهدف إلى الحد من الهجرة إلى فرنسا، تجسيدا لأحد وعود الرئيس الفرنسي الجديد، نيكولا ساركوزي، الانتخابية، ما أثار انتقادات شديدة من جمعيات فرنسية.