عبرت هيئات إعلامية وحقوقية وحزبية وطنية عن تضامنها مع الأطفال الليبيين، الذين وقعوا ضحايا الحقن بفيروس داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا).
وأكدت هذه الهيئات، في ندوة تضامنية مع الأطفال الليبيين نظمها نادي الصحافة بالمغرب أول أمس الأربعاء بالرباط، أن ما وقع لهؤلاء الأطفال يُعتبر جريمة في حق الإنسانية وفي حق الطفولة.
وقدم شقيق الطفلة المتوفاة هبة علي محمد ووالد الطفلة المحقونة أمنية عبد الله، شهادتين مؤثرتين عن حجم المعاناة، التي عاشتها الضحيتان وذووهما، بسبب حقنهما بفيروس السيدا.
وقالت مليكة حاتم، في كلمة ألقتها باسم نادي الصحافة، إن ما تعرض له الأطفال الليبيون"يُعتبر جريمة في حق الطفولة"، مُضيفة أن "الأطفال هم الفئة التي لا تتوفر على لوبي يدافع عن مصالحها".
ودعت جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى الاضطلاع بدور المدافع عن هؤلاء الأطفال
وتساءلت "أين هي المنظمات الدولية؟ أين هي الأمم المتحدة واليونيسيف؟" كما دعت إلى عدم تسييس القضية، ومنح القضاء كل الاستقلالية للبت النهائي فيها.
ودعت كلمة رابطة الصحافيين الإعلاميين الليبيين، التي تلاها فايز العريبي، إلى دعم قضية الأطفال الليبيين المحقونين بفيروس السيدا.
ونددت الكلمة بـ "التضليل الغربي" ومحاولة الخلط بين ما هو سياسي وما هو قانوني لإفراغ القضية من محتواها القانوني والقضائي.
وأكد رمضان علي الفيتوري، في كلمة ألقاها باسم أسر الضحايا، أن الأطفال حُقنوا بشكل متعمد بالدم الملوث بالسيدا في مستشفى ببنغازي، وأن المستهدف كان هو 1000 طفل وأن الجريمة حصلت في أربعة أقسام في المستشفى في زمن محدد، وأشار إلى وجود طفلة مغربية ضمن الضحايا، وأشار إلى أن الحادث لم يقع في أقسام الجراحة وتصفية الكلي وحديثي الولادة التي تتعامل بشكل مباشر مع الدم، مُضيفا أن الأطفال يحملون الصبغة الجينية للفيروس نفسها وهو ما يُثبت »القصد« في ارتكاب الجريمة.
وأضاف أنه بعد إلقاء القبض على المتهمين لم تُسجل أي إصابة بفيروس السيدا لدى الأطفال.
بدأت محنة أطفال ليبيا المحقونين بالسيدا في منتصف فبراير 1998 وحتى نهاية 1998، وهو تاريخ عمل الطاقم الطبي البلغاري بمستشفى أطفال بنغازي
وبلغ عدد الأطفال المصابين 437 طفلا داخل الأقسام الباطنة الأربعة الخاضعة لعمل وإشراف الممرضات البلغاريات، في حين لم تُسجل أي إصابة بالأقسام الثمانية الأخرى، التي تتعامل مع الدم بشكل مباشر كأقسام الجراحة والكلي وحديثي الولادة وأمراض الدم، وهو ما أثار استغراب سلطات التحقيق.وأدى هذا الحادث إلى إصابة 20 أما بالرضاعة
وأثبتت التحاليل التي اُجريت بمختبرات معترف بها دوليا، أن عددا من الأطفال لديهم أكثر من مليون فيروس الواحد من الدم، وأعمارهم لا تزيد عن الثمانية أشهر وولدوا لأمهات غير مصابات، وهذا الأمر لا يحتمل علميا إلا لكون هؤلاء الأطفال حقنوا بشكل مباشر ومركز .